..في ثلث الليل الأخير خيَّم الظلام ،، والجميع نيام
..ضوء القمر يتسلل من النافذة ويضيء بقعة سجادتي الطاهرة
جبهتي على الارض..وجوارحي إلى السماء
يـارب..يـارب
!أتُراني أحبه؟
!أم أنني فقط "مصلحجية" تدعو لمرادها
أنا دائماً أشكك في مصداقية حُبي ..وإخلاصي له
أشعر أحياناً بأنني أطيعه بكل جوارحي
وأحياناً أخرى أطيعه..لأنني مضطرة
قد تكون وساوس..وهمزات ينفثها في نفسي ابليس ليشغلني عن الأهم
لكنها تراودني كثيراً
سؤال أحب أن أسأله نفسي قبل أي أحد
هل نحن فعلاً نحب الله؟
!! بدون تفكير..سيكون جواب الجميع نعم بكل تأكيد
لكن لنجلس أمام أنفسنا ونستعرض شريط أيامنا التي مضت
كم من أوقاتنا كانت له؟
غير أوقات الصلاة..هالشي مفروغ منه..ولو ان في عدد يُفجع من الناس تاركين لصلاتهم
كيف هي قلوبنا؟
أهي عامرة به
!أم أن الدنيا أخذتنا بعيداً وأشغلتنا بها عنه؟
انشغلنا بما خلقه لنا عن ما خُلقنا له
هفواتنا كثيرة وغفلاتنا لا عدد لها
نعصيه بنعمه..ثم نرفع أيدينا لنطلب المزيد
(فعلاً الانسان جاحد)
ومع ذلك..مــــــــــــــا أكرمه من إله
يرزق حتى العاصي منا
نقول نحبه
ثم نستمع للأغاني المحرمة
نقول نحبه
ثم نستحل الربا..ونتناسى بأنها حربٌ من الله ورسوله،، ونطلق حُججاً سخيفة بأننا مضطرين وأننا أصبحنا في زمن يُجبرنا على هذا
نقول نحبه
وقد استبحنا النمص..بمعنى أصح استبحنا لعنة الله والطرد من رحمته
إن المحب لمن يُحبُ مطيعُ
هل هو محور حياتنا؟
يعني هل اعتلى عرش قلوبنا؟
بهاللحظة مستعدين نمسك سكين ونذبح من نحب لأجله؟
كما فعل ابراهيم عليه السلام مع ابنه اسماعيل عليه السلام
لا أعتقد..بصراحة أنا عن نفسي لم أصل حتى ذرة من ذلك اليقين
"هل فعلاً حققنا "لا إله إلا الله
أم أننا أصبحنا عبيداً لدنيا أغرتنا بشهواتها
"قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة
الدينار هو النقد من الذهب والدرهم هو النقد من الفضة والخميصة هو الثياب الجميلة والخميلة هي الفرش الجميلة كيف يكون الإنسان عبداً للدينار والدرهم والخميصة والخميلة فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله إن أعطي رضي وإن لم يعطي سخط
وما أكثر سخطنا وامتعاضنا مما قضاه لنا الرحمن
أخط أحرفي هذه وأنا في حيرة من أمري..وحياءٌ يجعل يداي ترتعش
هو لم ينسنا للحظة..وإلا لأطبقت السموات على الأرضين السبع
يحبنا..وكل يوم يدعونا خمس مرات في كل اذان لنعود إليه
يستمع لنا في كل حين..حتى عندما نكون ساخطين معترضين على شيء أعطانا إياه
عمل بسيط نقوم به..يأجرنا عليه أضعافاً مضاعفة
ولله المثل الأعلى
عندما يكون هناك رئيس أو شخصٌ ذو نفوذ يقيم مأدبة أو حفلة،، فإنه يرسل دعوات شخصية لكبار الشخصيات فقط
لكن الرحمن دعانا إلى دار السلام وأرسل لنا الدعوة في القرآن
لم تقتصر الدعوة على طبقة معينة..بل لكافة الناس
والشروط بسيطة..فقط نتبع ما امرنا به وننتهِ عما نهانا عنه
====
بعد كل هذا..أفلا يستحق أن يحتل الله اولى المراكز في قلوبنا
ألا يستحق أن نحبه ونذكره في كل حين
نراه في كل ما حولنا
نستشعر وجوده بقربنا
هو بالتأكيد يُحبنا..والدلائل لا حصر لها في كل ما حولنا..وفي أنفسنا
لكن هل نحن فعلاً نحبه؟
وكيف ترجمنا هذا الحب؟
======
يااااالله
إجعلنا ممن قلت فيهم
(يُــحِبـُهمْ و يـُحِبُونَـه)
4 comments:
عسى الله أن يرزقنا حبه و حب من يحبه و حب يقربنا إلى حبه
جزاج الله خير .. و أعاننا و إياك على طاعته
بوووركتِ أخيتي
فعلا كل جملة خطتها يداكِ أتت على جرح مؤلم .. هل فعلا نحب الله؟ سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا كثيرا وفي كل حين .. لن أطيل التعليق لأنكِ فعلا أصبت في كل جملة وكل جملة يجب أن نعيها
وأستشهد بأبيات قد كتبت شطر بيت منها بالموضوع وهي:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقاً لأطعتـه
إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يومٍ يبتديـك بنعمـةٍ
منه وأنت لشكر ذاك مضيع
أسأل الله أن ينير دربك وأن يثبتك على طريق الخير
تقبلي مروري : K.a.R
" و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل .. حتـى احبـه "
:)
خالد..اللهم آمين أجمعين
K.a.R: وفيك بارك الرحمن أخي الفاضل
في كل يومٍ يبتديـك بنعمـةٍ
منه وأنت لشكر ذاك مضيع
صح لسانك وجزاك الرحمن كل الخير
أثـر: فإن أحببته كنت سمه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها
ولئن سألني لأعطينه..ولئن استعاذني لأعيذنه
شاكرة لكِ مرورك:)
Post a Comment