Monday, February 18, 2008

بقعتي المضيئة أحبكـِ



..في بقعتي المضيئة جلست أراقب مايدور من حولي
..هالة سوداء تطل علي من بعيـد،، ترسل ذبذباتها نحوي محاولة جذبي إليها من جديد
...أتشبث ببقعتي البيضاء التي وجدت فيها روحي وأحاول أن أطرد تلك الذبذبات بتمتمة تعويذات سمعتها من أمي
..أغمض عيني،فتعود لذاكرتي أيام سوداء عشتها في تلك الهالة السوداء الموحشة الخالية من الحياة!
..أتذكر دموعاً سوداء ذرفتها
،،كانت الشمس سوداء
،،السماء سوداء
!!ملامح من حولي خاوية إلا من سواد
!الزهر والربيع تجردا من ألوانهما واكتسيا بسواد هالتي تلك
!حتى قوس القزح كان عبارة عن سبعة درجات من السواد الحالك
،،أعود لحاضري
،،أفتح عيني وأستفيق من ذكرياتي السوداء
،،أعود بي لبقعتي المضيئة
...أتشبث أقوى من الأول،وأقسم أن لا يكون للسواد مأوى في دروبي
،،أحبتي في الله
خواطر مخيفة كتبتها بعد أن مرت علي فترة كرهت فيها نفسي وجميع من حولي
،،أحسست بأني في حفرة عميـــــــــقة لا يسمعني فيها أحد
!!تعطل كل شيء في حياتي..علاقتي بربي، بأهلي، بصديقاتي، حتى بنفسي
..كانت الحياة بلا طعم،،كل يوم يمر علي كسنة ثقيلة تسحب خطاها الى ليل طويــــــــل ووسادة مبللة بدموع لا أعرف سببها
..تحديات كثيرة ومسؤوليات جعلت مني شخصاً ضعيف الارادة
..حاولت ان اشق طريقي نحو تحقيق طموحي لكن مسؤوليات اهم كانت تحدني من الاستمرار
..نسيت نفسي وانهمكت في تلك المسؤوليات التي وقعت على عاتقي
..طموحي كانت تتلاشى امامي واحلامي مسدودة الابواب
..لم يكن يعلم أحد بمدى بؤسي في تلك الفترة
أصبحت ذات يوم وأنا أفكر من حكم علي بما أنا فيه؟
من السبب لما أنا عليه اليوم؟؟
..واشارت الاجوبة كلها إلي
..نعم كنت انا السبب لما انا فيه
..انا من سمحت لنفسي بأن أضعف وقررت الوقوف بدل النهوض
..صحيح أن حياتي تغيرت وأصبحت مسوؤلة عن غيري بعد أن كنت مستقلة بذاتي
..وصحيح ان التحديات كثرت في وجه تحقيق ما تصبو اليه نفسي
..لكن هذا لم يكن سبباً مقنعاً لجعلي أقف مكتوفة اليدين..كحملٍ صغيرٍ عاجز عن الحراك في وجه قطيع من الثيران
..بعد هذا الحوار مع نفسي بدأت بسرعة بتغيير تفكيري وشحن طاقتي من جديد
..فكرت بإيجابية وقلت مهما كانت صعوبة الحياة ومرارتها فأنا ما زلت أتنفس..وما زلت أتحرك..أستطيع أن أحدث فرقاً
..لست عاجزة..لست متخاذلة
أنا قوية..والله معي
..ومن أهم الأشياء أنه كان علي تحسين علاقتي بالله..فهي أساس السعادة ومفتاحها
..إذا صلحت علاقتنا به فكل ما دونه هين
..صدقوني،،نحن من نقرر كيف نعيش..نحن من نختار الوقوف او الاستمرار بروؤس مرفوعة
..تعلمت أن طريقة تفكيرنا لها التـأثير الكبير في طريقة عيشنا
..وأن المسؤولية ليست سيئة بقدر ما اعتقدت..فهي تعلمنا الكثير وتزيدنا قوة وارادة
..تعلمت أن أحب نفسي قبل أي شيء،،فعندما نحب أنفسنا ونتقبلها،، نكون قادرين بإستقبال وارسال الحب للآخرين
(..الحب قوة جبارة لكن علينا تعلم توجيهها)
..أصبحت أسكن في بقعة مضيئة لا أستبدلها بغيرها
واليوم أعود إليكم وأشارككم بلمحة عن ما كنت أمر به..متمنية أن أفيدكم بقصتي هذه
..وأن تكونوا أنتم المسؤولون وأصحاب القرار في حياتكم..وتوجهوا أنفسكم لحياة سعيدة مليئة بالمحبة والعزيمة
...أضاء الله حياتكم وآخرتكم