:.:بسم الله الرحمن الرحيم:.:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
في لحظة ضيق أحسست فيها بأن كل المعادلات ضدي؛ لم أقوى على تغيير مزاجي وإسعاد نفسي
كما تعودت أن أفعل، هذه المرة كانت مختلفة، فقد تراكمت الهموم والمشاكل ولم يعد كأس قلبي
قادراً على تحمل الكمية، ففاض وفاضت معه عيناي
وما "زاد الطين بلة" هو محاولاتي الجاهدة للجوء لغير الله غفلةً مني
جلست لوحدي أبكي بحرقة وأبحث عن من أفضي له ما بداخلي عله يساعدني في حل بعضٍ من
هذه المشاكل، لكن سياسة الفضفضة ليست في قائمة خياراتي إلا نادراً فأنا إنسانة كتومة بالعادة
وألجأ لحل مشاكلي بنفسي
لا أعلم لما كانت هذه المرة مختلفة عن ماسبقها، أصبح البوح شيئاً لا بُد منه!!
حتى والدتي "حفظها الله" لم أستطع التفوه بشيءٍ أمامها رغم تفهمها لي، لكني لم أرد أن أريها
ضعفي ولم أرد أن أقلقها علي..فقد تعودَت علي قوية صامدة لا أعرف للحزن طريق
بحثت لمن من صديقاتي أشكو،، فرأيت كل واحدة منهن لاهية في مشاكلها الخاصة،، وشعرت بأن
إحداهن لن تفهمني..
أقسم لكم أن الأرض ضاقت علي بما رحبت وتمنيت في تلك اللحظة الخروج من جسدي والتحرر من
هذه الدنيا ومنغصاتها،،
كم كنت ضعيفة وغافلة آنذاك بأن بحثت عن الفرج والسعادة بعيداً ولم أدرك قربها مني!!
فجأة..وأنا في تلك الحالة المأساوية مرت ببالي هذه الجملة "لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك" وكأني
سمعت أحداً يهمس بها في أذني..
فأحسست بشيء من الثقل بدأ ينزاح من كاهلي،، فإزداد نحيبي وهذه المرة لإدراكي سوء فعلي بأن
إلتجأت لغير الله..وتخيلت لو أني مِتُ في تلك اللحظة وسألني الله عن سبب بعدي عنه..ماذا كنت
سأجيبه!!!
أسرعت إلى المغسلة فجددت وضوئي،، وضعت سجادتي ووقفت موجهة كل جوارحي إلى الله وماء
الوضوء قد إمتزج بدموعي،،
فصليت وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم "أرحنا بها يا بلال"،،وبعد التسليم ركعت وبدأت أحاور
ربي رحيمي..
صحيح أنني لم أسمعه يخاطبني لكن شعرت برده علي عند إحساسي بطمئنينة وسكينة حلَّتا علي
أفضيت بمكنونات صدري..وسألته بأن يرزقني اليقين،،وفعلاً وأنا أسأله كنت موقنة بإجابته لي فهو
المجيب الرحيم الحيي الذي يستحي أن يرد عبده خائباً صفر اليدين!
أحبتي لماذا نلجأ إلى غير الله وهو الأقرب إلينا،، أرحم علينا من أبائنا وأمهاتنا،،يعلم ما يختلجنا وبيده
وحده أن يساعدنا،، هو الذي أضحك وهو الذي أبكى،، بيده مفاتيح السعادة،،
فلنحسن الظن به ولنلجأ إليه أولاً وأخيراً،،ولنكن موقنين بأنه لن يخيبنا
فهو سبحانه من قال لنا وقوله الحق :: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
أى أن كل المطلوب منك هو أن ترفع يديك وتقول أريد كذا وكذا، وفى هذا يقول عمر بن الخطاب: أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء لأن الله قد وعد من دعاه أن يستجيب له
من أسمائه سبحانه وتعالى القريب
من هو أقرب إنسان لنا فى الوجود؟ هل هى أمهاتنا، أخواتنا، أزواجنا، أبنائنا، أصدقاؤنا لا والله، الله أقرب إلينا ، فلنجرب ولنضمم أقرب الناس إلينا إلى صدورنا ونحتضنهم بقوة، من الأقرب إلينا الآن؟ هم أم الله؟ لا والله، إنه الله فالله سبحانه وتعالى يقول :: "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"
والله ما عرفنا الله حق قدره وما قدرناه،، ومهما حاولنا فلن نصل إلى معرفته،، لكن علينا فقط أن نشد همتنا ونحاول التقرب منه وحتماً سنجده أقرب إلينا مما نظن..
إخوتي هذه مرحلة مررت بها في حياتي وعلمتني درساً لن أنساه،، وها أنذا مازلت أحاول التغلب على غفلتي وضعفي وأسأل الرحمن بأن ينقذني منهما
//أسعدكم الله وجعلكم من المقربين أصحاب عليين//